دون معلومات عن الاتهامات.. محاكمة النوبيين المحتجزين في السعودية

بدء محاكمة النوبيين المحتجزين في السعودية نوفمبر المقبل 

حددت السلطات السعودية نوفمبر المقبل موعدًا لبدء محاكمة المصريين النوبيين العشرة، المعتقلين منذ يوليو 2020، بحسب بيان أصدرته، أمس، منظمتا القسط ومينا الحقوقيتان السعوديتان في لندن، وبحسب أهالي المعتقلين الذين تحدثوا إلى «حصري شو».

وقال البيان الحقوقي الصادر أمس، إن المعتقلين العشرة «ظلت أماكن احتجازهم مجهولة لحوالي شهرين من التوقيف، ذلك حتى سبتمبر 2020 حين سُمح لهم بإجراء مكالمات مع عائلاتهم، أخبروهم فيها بأنهم محتجزون في سجن الحائر بالرياض.

وفي مايو 2021 نُقلوا من الحائر إلى سجن أبها في عسير، لتُعيدهم السلطات إلى الحائر في أغسطس، ومن ثم نقلتهم مرةً أخرى إلى أبها في سبتمبر، وأثناء احتجازهم الأخير في الحائر وجهت إليهم عددًا من الدعاوى، حيث من المقرر إحالتهم إلى المحكمة في نوفمبر»، وأوضح البيان أن الاعتقال على «خلفية ممارستهم حقهم في التجمع وتكوين الجمعيات» دون توضيح الاتهامات.

دون معلومات عن الاتهامات.. محاكمة النوبيين المحتجزين في السعودية

كان محمد فتح الله جمعة، 38 سنة، أحد العشرة المحتجزين، أبلغ أسرته هاتفيًا، اﻷسبوع الماضي، أنهم نُقلوا الشهر الماضي إلى سجن بالرياض، «لإجراءات روتينية»، ووجهت لهم اتهامات رسمية، لم يُفصح عنها لضيق وقت المكالمة، كما سُمح لهم بالبدء في توكيل محامين، قبل إعادتهم إلى سجن عسير في محافظة أبها، حسبما قال لـ«حصري شو»، الذي نقل عن أهالي باقي المحتجزين أنهم أبلغوهم ببدء المحاكمة في نوفمبر.

يشير مؤمن إلى أن شقيقه مقيم في السعودية منذ أكثر من عشر سنوات، وأنه كان يعمل في شركة عقارات بالرياض. فيما يلفت إلى أنه وأهالي باقي المحتجزين يحرصون على التواصل لتبادل المعلومات الشحيحة جدًا عن ذويهم المحتجزين، ومنهم سبعة من قرية دهميت، مركز نصر النوبة في محافظة أسوان.

«مفيش جهة رسمية في الموضوع، ما عندناش مصدر نعرف منه المعلومات أو الاتهامات، أو حتى أسباب الاعتقال الحقيقية، والسفارة المصرية في الرياض والخارجية المصرية ووزارة الهجرة متقاعسين عن واجبهم في حماية والدفاع عن إخواتنا المعتقلين ومش عارفين ليه، هل عشان هم نوبيين؟»، يقول معتز أحمد حسن إسحاق، عن شقيقه وائل، 53 سنة، أحد المحتجزين، الذي كان يعمل مخرجًا صحفيًا في مؤسسة صحفية حكومية في الرياض، والمقيم بالسعودية منذ حوالي 20 عامًا.

يضيف معتز: «حاولنا نوكّل محامين سعوديين، معظمهم رفض، والباقي تكاليفهم فوق طاقتنا، وملقيناش حد عايز يتدخل في النوعية دي من القضايا، والمحكمة قالتلهم هتنتدبلهم محامي المرة الجاية. الموضوع مش منطقي، احتفالية بدون تصريح آخرها مخالفة مالية مش اعتقال لأكتر من سنة». لم تزد المكالمات الهاتفية بين وائل وأسرته على ثلاث مكالمات منذ حبسه، قبل انقطاع التواصل منذ يوليو الماضي، حتى أنه لا يعلم بوفاة والده قبل أربعة أشهر، حسبما قال شقيقه لـ«حصري شو».

تعود القضية إلى 25 أكتوبر 2019، حين قررت الجمعية النوبية في الرياض، عقد ندوة بمناسبة حرب السادس من أكتوبر، وتم تجهيز «بانرات» لصور أبرز من شاركوا في الحرب من المصريين النوبيين، وكان أعلاهم رتبة عسكرية المشير محمد حسين طنطاوي.

لكن قوات الأمن السعودية قبضت على عدد منهم، وأُخلي سبيلهم بعد شهرين، قبل اعتقال العشرة في يوليو 2020. وقالت بعض المصادر سابقًا لـ«حصري شو» إن القبض عليهم كان بسبب «عدم وضع صورة الرئيس عبد الفتاح السيسي».

كانت ست منظمات حقوقية مصرية وخليجية طالبت في يوليو الماضي بالإفراج عن النوبيين العشرة، وذلك في بيان قالت فيه إن الجهة التي ألقت القبض على المحتجزين العشرة هي المديرية العامة للمباحث، التي تتبع رئاسة أمن الدولة في السعودية؛ وأنهم احتجزوا دون تحقيق، ودون تواصل مع محامين أو حتى السماح لذويهم بالزيارات، مع الاكتفاء بمكالمة أسبوعية عبر الهاتف.

مثل باقي الأهالي، حاول معتز إسحاق التواصل مع الخارجية المصرية والقنصلية السعودية في القاهرة والقنصلية المصرية في الرياض، دون استجابة، على حد قوله.

في ما تواصل مؤمن فتح الله مع نواب برلمانيين في مصر «دون فائدة حتى اﻵن»، حسبما قال.

كانت القنصلية المصرية في الرياض قد نشرت بيانًا، في 29 أكتوبر الماضي، أشارت فيه إلى أن «القواعد والأنظمة بالمملكة السعودية تحظر إنشاء جمعيات أو كيانات لجاليات الدول المقيمة بأراضيها».

بحسب بيان المنظمتين الحقوقيتين الصادر أمس، فإن «نظام الإجراءات الجزائية السعودي ينصّ على أنَّ للادعاء العام الحقَّ في تمديد مدة التوقيف الاعتيادية التي لا تتجاوز 24 ساعة… ويضع الحدَّ الأعلى للتمديد عند ستة أشهر، ويُلزِم بالإفراج عن الموقوفين بعد ذلك أو إحالتهم إلى المحكمة».

Scroll to Top